التعليم في عالم الميتافيرس – هل 2022 ستكون بدايته الواقعية؟
المحتويات
التعليم في عالم الميتافيرس – هل 2022 ستكون بدايته الواقعية؟
1, هل التعليم في عالم الميتافيرس هو تطور طبيعي
ذكرنا تعريف عالم الميتافيرس في مقال سابق. كمى ذكرنا في مقال آخر تطور وسائل التعليم وتقدمها خطوة بعد اخرى باتجاه التعليم عن بعد. ومن آخر هذا الخطوات كان عالم الميتافيرس وتقنياته وأدواته ومتى كانت بدايته.
ونتحدث هنا في هذا المقال عن التعليم في عالم الميتافيرس، والاستفادة منه، والتجارب الحالية، ومستقبل التعليم في عالم الميتافيرس.
شيءٌ أكيد أجمع عليه الجميع، أن التعليم بعد جائحة كوفيد-19 لن يكون كما قبله. وأن المساعي وإن كانت بطيئة للوصول إلى البيئة الشاملة للتعليم عن بعد لن تتوقف حتى وإن واجهت الصعوبات التي ستؤثر على سرعة المسير في هذا الاتجاه. وهذا لأن هذا الإتجاه هو من طبيعة الأمور مثل التقدم واستخدام الكمبيوتر وأجهزة الحاسب الذي بدأ فقط في الشركات الضخمة ومؤسسات الدولة ووصل إلى مرحلة إدماجه حتى في لعب الأطفال الرخيصة نسبيا.
يمكن لعالم الميتافيرس أن يتنوع بين أشكال وبيئات افتراضية مختلفة تتنوع بين التعليم والعمل والرياضة والتسوق والحياة الإجتماعية.
ازداد إهتمام المؤسسات التعليمية في العالم حاليا بأنظمة التعليم الحديثة التي تركز على تعليم التقنية والعلوم والبرمجة (STEM). كما ازدادت مؤخرا الحاجة إلى أنظمة التعليم عن بعد وأدواته الحديثة. ولذا فإن الكثير من الباحثين في مجال التعليم يعتقدون بأن ربط التعليم عن بعد بالاستفادة من فكرة التعليم في عالم الميتافيرس هو تطور طبيعي للمساعي في هذا المجال.
2. هل التعليم في عالم الميتافيرس هو تعليم عن بعد أم تعليم مباشر؟
في نظرية التعليم في عالم الميتافيرس، فإن الطالب يكون هو والأستاذ الحقيقي أو الافتراضي مجتمعين في بيئة افتراضية / أو واقع معزز معا في الوقت نفسه. وهذا ما يدفعنا للتساؤل إن كان هذا النمط من التعليم هو تعليم عن بعد أم تعليم مباشر؟!
خوض تجربة الميتافيرس يعطي الواحد منا ذكريات “حقيقية”، فهي حقيقة “افتراضية” يعيشها. ولذلك فإن تأثر المتعلم وتركيز المعلومة قد تكون أكثر ثباتا في مثل هذه التجربة.
3. تقنيات التعليم في عالم الميتافيرس
ذكرنا في المقال السابق حول عالم الميتافيرس التقنيات التي يحتاجها المستكشف لهذا العالم للتعامل معه. والتعليم في عالم الميتافيرس أيضا ليس مختلفا باحتياجاته عن مجمل التقنيات المستخدمة هناك. ومن هذه التقنيات التي يحتاجها التعليم في عالم الميتافيرس:
- تقنيات الواقع الإفتراضي (VR)،
- تقنيات الواقع المعزز (AR)،
- تقنيات الواقع المختلط (XR)،
- نظارات الواقع الإفتراضي والواقع المعزز.
- منصات التعليم والتواصل مثل ما أطلقته شركة ميتا (Meta) وشركة مايكروسوفت (Microsoft Mesh)، وغيرها.
ومن خلال هذه التقنيات يتم بناء عوالم الواقع الإفتراضي، أو المعزز ، أو المختلط. كما يتم التعامل مع هذه البيئة المحيطة التي يتعلم أو يتدرب أو يجتمع فيها الطلاب بعيدا في عالم الميتافيرس من خلال المنصات.ويكون الولوج إلى بيئة التعليم في عالم الميتافيرس هذه ورؤيتها، والتعامل معها من خلال النظارات وأدوات التحكم الخاصة.
4. التعليم في عالم الميتافيرس
ابتداء فإننا سنقوم بالحديث عن هذا الموضوع من أربعة جوانب. الجانب الأول نطرح فيه الأفكار القائمة على الاستفادة من الميتافيرس في التعليم. فيما نذكر في الجانب الثاني بعض التجارب القائمة فيما يتعلق في استخدام الميتافيرس في التعليم, ثم، وفي الجانب الثالث، فإننا نستعرض بعض الأفكار الممكن تطبيقها في المستقبل المنظور للميتافيرس فيما يخدم العملية التعليمية. أخيرا، وفي الجانب الرابع، فإننا سنتحدث بأبرز النقاط حول دخول عالم الذكاء الصناعي في التعليم في عالم الميتافيرس وتأثيراته المتوقعة.

1.4. هل هناك فوائد للتعليم في عالم الميتافيرس؟
مع بداية جائحة الكورونا 2020 وبسبب المعاناة التي مر بها التعليم المباشر على إثر هذه الجائحة فقد انتشرت أدوات واستخدامات التعليم عن بعد وتطورت. كما تطورت الحاجة لها والتقنيات المستخدمة وصولا إلى تقنيات التعليم في عالم الميتافيرس.
بدأت المؤسسات التعليمية والحكومات استكشاف إمكانات الاستفادة من التقنيات والأدوات الرقمية لإعادة تشكيل ملامح مستقبل التعليم.
أصبح التعليم عبر الإنترنت حقيقة واقعة وضرورة لا بدّ من التكيف معها بتوفير إعدادات التعليم عن بعد والتي تتوافق مع التغيير العالمي الحاصل. ولذا فإن انتشار أدوات التعليم في عالم الميتافيرس سيكون وسيلة مساعدة لتحسين فرص الوصول لتعليم جيد بلا حدود.
مر المعلمون بتجارب عملية وخبرات وصعوبات حول التعليم عن بعد. كان من أبرز هذه الصعوبات، صعوبة اندماج الطلاب في العملية التعليمية ومشاركتهم النشطة، وذلك نظراً لبروز أحد نقاط الضعف في استخدام تطبيقات المحادثة مثل الزوم والجوجل مييت ومايكروسوفت. كانت هذه الصعوبة هي عدم القدرة على زيادة فاعلية التواصل مع الطلاب وعدم القدرة على التأكد من متابعتهم الدرس بشكل حقيقي.
في عالم الميتافيرس فإن فرصة التغلب على صعوبات الإندماج تبدو كبيرة، حيث يتمتع المعلمون والطلاب بفرصة لمعايشة العالم الخيالي بما فيه من صور وسحر للخيال. كما يمكنهم المشاركة في تصميم ورسم خيالاتهم لما يجب أن يكون عليه التعليم بطرق فريدة وبشكل حقيقي باستخدام الأدوات الإبداعية التي يوفرها هذا العالم.
من إيجابيات التدريب والتعليم في عالم الميتافيرس أن التعليم بالممارسة وإن كانت في عالم افتراضي يفوق التعليم بالقراءة بدون ممارسة في العالم الواقعي. فمثلا يمكن تعليم الطلاب بالمشاهدة المباشرة مثلا لطريقة صناعة السيارات أو طريقة عمل المحركات أو غيرها مما يكون له أثر دائم في الحفظ والفهم بدلا عن القراءة النظرية فقط.
أظهرت الدراسات أن التعليم يكون أكثر فاعلية عندما يكون ممتعا. واعتمادا على هذه الفكرة فإن التعليم عن طريق اللعب هو مستقبل التعليم لكثير من أعمار الطلاب. ولهذا فإن التعليم في عالم الميتافيرس يشكل بيئة منافسة للتعليم.
إن الطبيعة الافتراضية والتعاونية والموجهة نحو المهام في عالم الميتافيرس ستسمح للأطفال بالتعلم دون أن يدركوا ذلك،
ومن المتوقع لتطبيقات عالم الميتافيرس أن يساعد في توفير البيئة المساعدة للتعلم والإدارة للصفوف الدراسية. كما من المتوقع له أن يوفر تجربة تعليمية غامرة. كما يمكن النظر الآن إلى المساحة الافتراضية المشتركة في الميتافيرس على أنها منصة جديدة واعدة لمستقبل التعلم والتعليم. فمن خلالها يمكن للمطورين إنشاء نماذج ابتكار تسمح بنقل المعرفة.
تمتلك التجارب الغامرة القدرة على جعل التفاعلات الرقمية تبدو أكثر إنسانية. هذا يجعل من استخدام تقنيات عالم الميتافيرس مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز أكثر تفضيلا في بعض الحالات.
يأخذنا التعلم عن طريق الواقع الافتراضي خطوة إلى الأمام. وجدت شركة برايس ووترهاوس كوبرز (PwC) أن المتعلمين المدربين على الواقع الافتراضي كانوا أكثر ثقة بنسبة تصل إلى 275٪ في التصرف بناءً على ما تعلموه بعد التدريب، كما أنهم لاحظوا تحسنًا بنسبة 40٪ عن التعلم الشخصي في الفصول الدراسية، وتحسنًا بنسبة 35٪ على التعلم الإلكتروني.
تتمتع تجارب التعلم في الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط (XR)بالقدرة على تجاوز الأساليب التقليدية السلبية (إعطاء وتلقّي) في التعليم وغيرها من التي تفتقر إلى التفاعل والمشاركة. ففي هذه الأساليب غير التقليدية من التعليم يبرز المحتوى الديناميكي والتفاعلي والواقعي بطريقة أكثر وضوحا.فهذا التعلم هو أكثر تفاعلية وتأثيرًا، من خلال السماح لنا بمحاكاة كل شيء من المحادثة إلى الجراحة.
كما يمكن أن يربط التعلم في عالم الميتافيرس المتعلمين من جميع أنحاء العالم ببعضهم ويمكّنهم من التفاعل بطرق مفيدة. وهذا يكون أيضا مع توفير إمكانية وصول غير مسبوقة إلى المعلومة.
إن تزويد المتعلمين في سن المدرسة الثانوية بإمكانية الوصول إلى تكنولوجيا التعلم الغامرة من شأنه أن يكون له تأثير إيجابي على قدرتهم على تطوير المهارات اللازمة للعمل بأجر. فقد أظهر برنامج “Skill Immersion Lab” في أول تطبيق له أن أكثر من 85٪ من المتعلمين شعروا بثقة أكبر عند التحدث مع الآخرين بعد الانتهاء من تجارب التعلم الغامرة. خلص ملخصهم حول البرنامج إلى أن محتوى التعلم الغامر يحقق نتائج حقيقية.
ولذا فإن التفكير في التعليم في عالم الميتافيرس بدا كما أنه من الممكن أن يوفر حلا لتعزيز المشاركة النشطة في الفصل من خلال هذه التكنولوجيا الجديدة الواعدة، والتي من الممكن أن تتجاوز التعليم عبر الإنترنت نفسه.
2.4 أمثلة على التعليم في عالم الميتافيرس
تُعد التغييرات التي حصلت ومازالت تحصل في تقنيات وأدوات التعليم عن بعد تغييرات سريعة مقارنة مع التي حصلت خلال القرون الثلاثة الماضية. وبالتالي فإن الفرصة للوصول لتقنيات تعليم متقدمة وشاملة ومتكاملة ومبدعة أصبحت أكبر.
إن مفهوم عالم الميتافيرس ليس مفهوما حديثا تماما. فقد نشأت خلال السنوات العشر الماضية العديد من الألعاب للعالم الإفتراضي، وبعض الألعاب في عالم الميتافيرس. ولذا فإن الانتقال إلى المساحات الافتراضية في التعليم يمكن أن يكون عملية سلسة.
يسمح استخدام دورات بنظام الـ Mooc في التعليم في الميتافيرس بتمكين بأعداد كبيرة من الطلاب بالتعلم عبر الإنترنت في بيئة تعليمية غامرة.
لم يعد التعليم عن بعد وأدواته وفهم كيفية التعامل معه كما سبق مع حلول العام الثالث لبداية الوباء وتضاؤل آثاره حاليا. فقد بدأ كلٌ من المعلمين والطلاب والمؤسسات التعليمية فصلا جديدا في تغيير فهمهم لكيفية التعامل مع مثل هذه الظروف من التعليم عن بعد.
نستعرض فيما يلي بعضا من التجارب التي تم طرحها أو تنفيذها في هذا المجال:
- تم تقديم مشروع الحرم الجامعي في عالم الميتافيرس في ويبينار تحت إشراف مؤسسة Tecnológico de Monterrey التعليمية في ديسمبر من العام 2021. وقد تم تقديمه كاقتراح لما يمكن أن تكون عليه الجامعات التي ستقوم بالتعليم في عالم الميتافيرس. ومشروع الحرم الجامعي هذا هو عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد أنشأته المؤسسة التعليمية. كما يقدم هذا المشروع للطلاب تجربة لا تُنسى تتجاوز حواجز الحرم الجامعي المادي.
أتيحت الفرصة من خلال هذا المشروع لأكثر من ستة آلاف طالب للتفاعل وأخذ الدروس وحضور الأحداث في هذا الفضاء. كما أنه من الممكن للطلاب وأولياء الأمور زيارة الحرم الجامعي الافتراضي في عالم الميتافيرس بدون الحاجة للقيادة لساعات طويلة للوصول للجامعة بغرض التعرف عليها. كما سيسمح هذا الحرم الإفتراضي للجامعات بتجاوز الحاجز الذي يفصل بين الطلاب والمعلمين.
- وفي جامعة كايست التي أنشأتها كوريا الجنوبية في كينيا، فإن الخطة أن يكون لها حرم جامعي افتراضي يتم افتتاحه بحلول سبتمبر 2023 في Konza Technopolis. يقول كوانغ هيونغ لي من المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (KAIST):
“ستظهر الجامعات الأفضل تجهيزًا بالبنية التحتية الرقمية والموارد البشرية المتميزة كقادة جدد للتعليم – بغض النظر عن مكان وجودها“
- كما قد اتخذ قسم التكنولوجيا وأعضاء هيئة التدريس في كلية برادفيلد في المملكة المتحدة، استجابةً للوباء، التحدي المتمثل في إنشاء سيناريوهات تعليم وتعلم تعتمد على الواقع الافتراضي في مواضيع مختلفة. وقد كان من هذه السيناريوهات التاريخ والعلوم والجغرافيا. وقد سمحت هذه السناريوهات للطلاب بتجربة بعض من هذه الموضوعات بالتفصيل. الأمر الذي لم يتم تحقيقه من قبل. كما قد تم ربط الطلاب بها بهذه السنايوهات من التعليم في الواقع الإفتراضي.
- وقد أظهرت الدراسات الأطول في الفصول الدراسية في الصين أن استخدام الواقع الافتراضي له تأثير كبير في فعالية نتائج الاختبارات. حيث إن الطلاب الذين حصلوا على “الدرجة C” باستخدام الانغماس في التعلم في الواقع الافتراضي، تفوقوا على نظرائهم الذين حصلوا على “A” في الصفوف التقليدية.
3.4. ما هو مستقبل التعليم في الميتافيرس؟
التعليم في عالم الميتافيرس لن يكون كأي شيء مقارنة بالطرق التي تعلمنا بها من قبل.
قريبا، يمكن الاستمتاع بالصفوف الدراسية والمناهج في عالم الميتافيرس. باستخدام نظارات الرأس وأدوات التحكم الخاصة سيكون التعلم كزيارة عبر الزمن للأماكن التاريخية في عصر الحدث. كما يمكن أيضا مشاهدة وتدريس الهندسة من خلال الأجسام الفراغية التي تتجسد للطلاب بأبعادها وزواياها أمامهم. ويمكن لهم أن يشاركوا في دروس الجراحة والتشريح من خلال مشاهدتهم بالتفاصيل للأجسام الحية وخلاياها ووظائفها وتشريحها. كما يمكن أيضا أن يتعلم الطالب اللغات الأجنبية عن طريق ممارستها مع ناطقيها في عالم الميتافيرس خارج بيئة الفصل الدراسي. كما يمكن للطلاب أيضا أن يرتحلوا بين الكواكب والمجرات، وبين الجزيئات والذرات، وبين الغابات والبحار، وبين طبقات الأرض والغابات، ويعيشوا تجارب واقعية-افتراضية لكل هذا.كما يمكن ممارسة التدريب على استخدام الأدوات المختلفة بالشكل الصحيح في عالم الميتافيرس أيضا.
- يَعِدُ التعليم في عالم الميتافيرس بمزيد من اللعب والمتعة في التعليم.
- تقول موجوز Mogos، المختصة في تقاطع التعليم مع التكنلوجيا، بأن التقاء الجيل الخامس من شبكات الإنترنت مع التعليم في عالم الميتافيرس ستوفر بديلا غامرا للتعليم عوضاً عن التعليم عن بعد غير الفعّال. فالتعليم في عالم الميتافيرس هو تعليم تجريبي قائم على المشاريع وحل المشكلات. وهذا أمر حيوي وخاصة في ظل نقص المختبرات في كثير من المدارس وانعدامها في بيئة التعليم عن بعد.
- إن تقديم التعليم في عالم الميتافيرس للطلاب يمكن أن يساعد في زيادة الفرص لتعويض ما فاتهم في التعليم التقليدي وذلك باستخدام أدوات الواقع الافتراضي.
- في المستقبل القريب، هناك احتمالية كبيرة أن يكون اختيار الطلاب للجامعات التي سيكملون بها دراستهم معتمدا على تنوعها في عالم الميتافيرس. هذا بالإضافة طبعا إلى الخبرات الأكاديمية والعالمية التي توفرها.
- ومع هذه التوقعات فإن إعداد مناهج وأدوات تعليمية مناسبة للتعليم في عالم الميتافيرس هو أمر حتميّ. هذه المناهج والأدوات يجب أن تكون متنوعة ومبتكرة ورائدة من حيث أنها يجب أن تشمل جميع أنشطة التعليم في المدارس والحرم الجامعي عبر الإنترنت بشكل يعزز إبداع الطلاب وعقولهم بشكل تعاوني.
- بينما قد تحتاج الموضوعات العملية إلى بضع سنوات أخرى للانتقال إلى عالم الميتافيرس فإن التطبيقات القليلة الأولى في التعليم في عالم الميتافيرس ستكون على الأرجح في أشكال أنشطة الحرم الجامعي الافتراضية، والمحاكاة ثلاثية الأبعاد، والأنشطة المحاكاة.
- لا يمكن أن يكون هناك حد لعدد الطلاب الذي يمكن أن يقوم بالإشراف عليه كل معلم من خلال التعليم في عالم الميتافيرس. وبالتالي فإنه من الممكن من خلال هذا النهج أن يقوم أفضل 10٪ من المعلمين في العالم بتعليم 90٪ من أطفال العالم.
- من المؤكد أيضا أن تجربة التعليم في عالم الميتافيرس سيكون له تأثير إيجابي كبير ، وبالذات في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات STEM.
شيء واحد مؤكد، هو أن التعليم في الميتافيرس هو أحد الأبواب إلى مستقبل التعليم.
4.4. الذكاء الاصطناعي يتولى صناعة التعليم.
بحلول عام 2040 يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستحوذ على أجزاء مهمة من نظام التعليم.
- يمكن أن تصبح أجهزة الكمبيوتر فائقة السرعة متاحة عبر الإنترنت ليكون استخدامها ممكناً من عامة الناس. وهذا سيساعد في تحسين وتقدم التعليم في عالم الميتافيرس وأدواته مثل الذكاء الصناعي والتعامل مع الخوارزميات والمعادلات عالية التعقيد في الفيزياء والرياضيات.

- يمكن لمعلمي الذكاء الصناعي (AI)، الذين هم عبارة عن أجهزة كمبيوتر فائقة الذكاء، البدء في الظهور. يمكن للطلاب عندها التواصل معهم باستخدام أجهزة الواقع الافتراضي والواقع المعزز.
- كما يمكن لمعلمي الذكاء الصناعي هؤلاء تقديم تعليم شخصي بناءً على المعلومات المقدمة لهم وبناءً على الإشارات اللفظية والجسدية التي تصدر عن الطلاب.
- يمكن لمعلم الذكاء الاصطناعي أن يلاحظ ما الذي يساعد في زيادة استيعاب كل طالب للمعلومات. عندها يقوم يتغيير الطريقة التي يتم التدريس بها للحفاظ على مشاركته واندماجه في العملية التعليمية. فمثلا: إذاا كان الطالب يحب كرة السلة، فيمكن لمعلمي الذكاء الاصطناعي إعادة كتابة مسائل الرياضيات واللغة الإنجليزية بحيث تكون هذه المشكلات مخصصة لمجال كرة السلة.
- كما يمكن لمعلم الذكاء الصناعي أن يعطي واجبًا منزليًا مختلفًا لكل طالب بناءً على وتيرته وسرعة إنجازه.
- سيقلل مدرسو الذكاء الاصطناعي جميع التكاليف الأساسية في النظام التعليمي وسيسمح لمزيد من الناس بالحصول على تعليم عالي الجودة وموحد.
- وأما في المجتمعات الثرية، فيمكن للمعلمين البشريين أن يأخذوا عددًا أقل من الطلاب ليصبحوا مرشدين ومدربين شخصيين.
5. ما هي التحديات في الوقت الحاضر؟
في السنوات الخمس إلى العشر القادمة من المتوقع أن يندمج واقعنا المادي مع العالم الرقمي بشكل كبير. وخلال هذا الوقت، وللوصول إلى مستقبل عالي التقنية للتعليم في عالم الميتافيرس فإنه لا بد من تجاوز تحديات مختلفة كبيرة. نذكر هنا بعضا من هذه التحديات:
- الإنترت: إن ما يقرب من 29 في المائة من الشباب في جميع أنحاء العالم، أي حوالي 364 مليون فرد، ليسوا متصلين بالإنترنت. من نواح كثيرة، أصبحت الفجوة الرقمية الآن أوسع من أي وقت مضى.

- التكلفة: إن تكلفة الموارد والأدوات المتاحة للولوج إلى منصات التعليم في عالم الميتافيرس المجانية أو التي أسعارها متاحة لعموم المتعلمين مازالت مرتفعة بالنسبة لمعظم المستخدمين المتوقعين. فعلى سبيل المثال فإن نظارات الواقع الإفتراضي والواقع المعزز هو تعزيز الإنتاجية وجهود التدريب في الصناعات والرعاية الصحية والتعليم في المؤسسات. إلا أن الأسعار الحالية لهذه النظارات مرتفعة قليلا مما لا يجعلنا نتوقع أن تنتشر حاليا بالشكل الكافي. إلا أنه ومع ازدياد الحاجة لنظارات الواقع الإفتراضي والمعزز في المستقبل القريب فإن أسعارها قد تنخفض بشكل يسهّل إتاحتها وانتشارها بين عامة الناس.
- الفعالية: يُقاس نجاح التعليم من خلال فعاليته. والتي هي من أكثر المشكلات إلحاحا فيما يخص التعليم عن بعد. كان هذا قبل جائحة الكورونا وأيضا خلالها. ومع عدم المساواة في الوصول إلى تقنيات التعليم عن بعد لسبب أو آخر، فإن مشكلة ضعف الفعالية في المخرجات التعليمية العامة ستكون أكبر للوصول إلى مستقبل مزدهر للتعليم في عالم الميتافيرس.
- إعداد المعلمين: هناك أهمية كبيرة لإعداد المعلمين ليكونوا أكثر قدرة على دمج إمكانات التعلم التقليدي بالطرق الحديثة مثل التعليم في عالم الميتافيرس. فيجب تدريبهم على تكامل وشمولية التقنيات والأجهزة مع المناهج التعليمية المناسبة. كما تتطلب دعمًا مستمرًا لتوجيه المعلمين لاستخدام التقنيات التي تركز على المتعلم.
- التوجيه: برزت أيضا صعوبة التوجيه المناسب من طرف المعلمين للطلاب بما يتناسب مع خبراتهم في الكمبيوتر وأدواته التي يحتاجونها خلال هذه العملية.
- المناهج: لا بد في سبيل التعليم في عالم الميتافيرس من مراجعة وتدقيق طرق وأدوات التعليم. فعلى سبيل المثال يجب تغيير: أسلوب الإمتحانات؛ وطريقة شرح المناهج التعليمية؛ وطريقة تقديم الدروس؛ وطريقة قياس النتائج والمخرجات؛ وطريقة تعليم المهارات المختلفة.
- الأدوات والوسائل التعليمية: لا يزال تطوير الأدوات أو التقنيات عبر الإنترنت التي يمكنها تمكين التجارب العلمية والنماذج الهندسية وغيرها من الأنشطة العملية يمثل تحديًا. ومع ذلك، يمكننا البدء في معالجة هذه المشكلات باستخدام تقنيات تكميلية مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز وتقنيات التعرف على الصور وتتبع العين.
- السلبيات: كما في أي تقنية جديدة فإن من واجبنا كآباء ومعلمين أن نحذر من ما قد تحمله من تأثيرات سلبية على أطفالنا. ومن هذه التأثيرات السلبية زيادة وقت الجلوس أمام الشاشات والتعرض في عالم الميتافيرس للمحتوى المخالف للأعراف التي نرغب في تنشئة أبنائنا عليها. كما أن المشكلة قد تصبح أكبر، والتي قد تصل بأطفالنا إلى إدمانها أيضا. قد يكون وضع حظر الوالدين الذي من الممكن أن يتم تعيينه على الشاشة عند تصفح الإنترنت ممكناً. ولكن قد لا تتوفر الإمكانية نفسها بالنسبة للمحتوى عند الولوج لمنصات التعليم في عالم الميتافيرس.
- دعم المجتمع: يحتاج التعليم الناجح إلى الدعم الكامل من المجتمعات والوصول المتكافئ إلى الفرص. يحتاج القطاعان العام والخاص إلى التعاون لإيجاد فرص التعلم الشامل والمساعدة في تعزيز المرونة العالمية في هذه البيئة وأي أوبئة مستقبلية.
6. أخيرا، تساؤلات أخرى حول الميتافيرس
- في الوقت الحالي فقد نقلت لنا الإنترنت معظم المعارف الإنسانية. فماذا ستنقل الميتافيرس لنا في المستقبل؟
- ما هو مقدار الخصوصية الفردية للطلاب الذين يندمجون في التعليم في عالم الميتافيرس؟
- ما هي حدود التعليم في عالم الميتافيرس؟
- متى يمكن أن يستطيع عامة الطلاب أن يستفيدوا من تجربة التعليم في عالم الميتافيرس؟
- هل سيشِّل التعليم في عالم الميتافيرس فارقاً تمييزيا حقيقيا في فرص التعلم والعمل بين الطلاب اعتماداً على الإمكانات المادية؟
أخيرا نقول بأن الأمل بظهور تكنولوجيا ومعرفة جديدة يمكننا الاستفادة منها لإعادة تشكيل مستقبل التعليم قريباً هو كل ما لدينا حاليا من أجل مستقبل مزهر تقنيا لأطفالنا.
7. المصادر:
https://www.timeshighereducation.com/campus/educational-metaverse-coming
https://www.cambridge.org/elt/blog/2021/11/15/metaverse-educational-potential/
https://en.wikipedia.org/wiki/VRChat
https://observatory.tec.mx/edu-news/metaverse-webinar
https://www.timeshighereducation.com/campus/educational-metaverse-coming
https://www.fastcompany.com/90694661/why-this-is-a-critical-moment-for-education-access https://www.fastcompany.com/90718919/the-metaverse-can-provide-a-whole-new-opportunity-for-education-heres-what-to-consider

