علامات الطفل المبرمج – كيف أكتشف مواهب طفلي في البرمجة؟
المحتويات
10 علامات تدل على أن طفلك يمكن أن يصبح مبرمجا ناجحا
الكثير من الآمال والأحلام والتساؤلات
علامات الطفل المبرمج: يريد كل والد منّا أن تتحقق أحلام أطفاله ويساعد على اكتشاف مواهب الأطفال ويساعدهم في النجاح فيها. فرغبتنا في النهاية أن يعيش أطفالنا حياة يسعدون بها، اختاروها بناءً على شغفهم واهتماماتهم. إلا أنه كثيرا ما يتطلع الآباء إلى الأمل الكامن في أولادهم كتعويض أو استكمال لنجاحاتهم في هذه الحياة. إنه من الصعب توقع كيفية تطور أطفالنا في وقت لاحق من الحياة وما سينجذبون إليه وينجحون فيه خلال مساراتهم المهنية. ومع ذلك، وبصفتنا بالغين، فإننا أكثر إلمامًا بالعالم الحقيقي والأسواق والوظائف والرواتب منهم. لهذا السبب يمكننا كآباء وأمهات توجيه اهتماماتهم إلى شيء يجمع بين شغفهم ويتيح لهم التمتع بحياة جيدة.
وتبرز معرفة واكتشاف مواهب الأطفال الكامنة لديهم كحجر أساس في هذه الآمال التي لدى الآباء والأمهات. فاكتشاف مواهب الطفل المبرمج، على سبيل المثال، هو أحد ما يأمل فيه الوالدين الذين يسعون ليكون طفلهم أحد مبرمجي الغد. وبخاصة عندما يدرك أحد الوالدين أو كلاهما أهمية تعليم البرمجة للاطفال لما للمبرمجين المحترفين من فرص وظيفية في المستقبل. وأيضا لمعرفتهم بأن خطة التحول الرقمي لكثير من الدول تعتمد بالكليّة على المبرمجين. إلا أنه عادة ما يتم اختيار مبرمجي الكمبيوتر من خلال العديد من المهارات والمواهب والسمات التي لديهم. كما أن كثيرا من هذه العوامل المؤثرة والتي تؤدي إلى نجاح المبرمجين تكون لها مؤشرات وعلامات في سن مبكرة من عمرهم. ولذلك تبرز أسئلة كامنة لديهم من قبيل: كيف أعرف إن كان الطفل من المقدر له أن يكون مبرمجا؟ أو كيفية اكتشاف مواهب الأطفال في البرمجة؟ أو كيفية قياس موهبة الأطفال هذه؟ وما هي العلامات أن طفلي سيكون مبرمجا لامعا؟
نستعرض فيما يلي أهم عشرة علامات أو مؤشرات مبكرة لمعرفة المبرمج الصغير المبدع الذي في منزلك. والذي ستساعدنا في توجيهه والبدء معه في مشوار البرمجة في سن مبكرة.
1) هم مغرمون بأجهزة الكمبيوتر والجوالات والتكنولوجيا
كان من الشائع جدا أن نجد جميع الأطفال تقريبا مغرمين بأجهزة الكمبيوتر والجوالات وغيرها من أدوات هذا العصر. وأيضا بخاصة في زمن شعاره التواصل عبر الإنترنت لجميع المستويات العمرية، وانتشار أجهزة الكمبيوتر والجوالات وما يصاحبها من تقنيات وتطبيقات تكنولوجية.

ولذا فإنه من المرجح للطفل الذي يبرز ضمن هواياته هذا الحب للأجهزة التقنية والاستمتاع باستعمالها واللعب بها أن يتابع هذا الشغف كمهنة.
إن المبرمجين المستقبليين يريدون فهم التكنولوجيا على مستوى أعمق. وهم يسعون على سبيل المثال في طفولتهم ومن خلال لعبهم بأجهزة الجوالات الذكية لفهم كيف تعمل الأشياء ولماذا. ولذا فإن الطفل الذي يستخدم الجوالات الذكية بطريقة فضولية منذ طفولته، يُتوقع له أن يكون من المبرزين في البرمجة عندما يكبر.
وعندما يأتي طفل إلى أحد فصول البرمجة يطرح أسئلة حول كيفية أو لماذا، أو كيف يمكنهم استخدام التكنولوجيا لحل المشكلات أو إنشاء شيء جديد، فهو بالفعل في منتصف الطريق إلى مهنة برمجة الكمبيوتر.
كما أن أحد المؤشرات الجيدة على أن طفلك قد يكون مبرمجًا محتملاً هو أنه يستمتع بالألعاب والتطبيقات الممتعة أكثر من المشاهدة السلبية للرسوم المتحركة.
2) يستمتع بالتعلم بنفسه
هل يحب طفلك أو يستمتع بالتعلم بنفسه الأشياء الجديدة؟ أو ربما أنه بالفعل قد تعلم بمفرده إحدى المهارات الفنية أو قواعد لعبة جديدة معقدة؟
تتطور التقنيات بسرعة فائقة في عصر غزارة المعلومات الرقمية هذا. يدرك المبرمجون الناجحون بسرعة أنهم بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على التكيف وامتلاك المهارة في تعليم أنفسهم من أجل البقاء في المقدمة.
تدفع القدرة على التعليم الذاتي المبرمجين إلى البحث عن حلول للمشاكل التي يواجهونها بأنفسهم، وإتقان المهارات المتطورة التي يحتاجونها في سبيل ذلك.
إذا كان الأطفال يريدون أن يكونوا على الطريق الصحيح ليصبحوا مبرمجين محترفين، فيجب أن يكونوا قادرين على النمو والتعلم بأنفسهم. لأن الدافعية الذاتية لمواجهة الصعاب هي إحدى المهارات الأساسية لمبرمجي المستقبل.
3) هم جيدون في حل المشاكل
تدور عمليات برمجة الكمبيوتر في جوهرها حول تحديد المشكلات وحلها. ولذا فإن المبرمج الأكثر مهارة هو الأكثر إبداعا وقدرة على حل المشاكل التي يواجهها في عمله.
هل غالبًا ما يقترح طفلك أفكارًا أو اختراعات أو حلولًا أخرى للمشكلات؟ هل يستمتع بالألعاب مثل الشطرنج أو ترتيب قطع الدومينو أو حتى الألعاب الإستراتيجية والألغاز؟ مثل هذه الألعاب تُظهر موهبة الطفل في الصبر والمثابرة والعزيمة الكامنة لدى الذي يمارسها ويواجهها في سبيل النجاح، سواء كان طفلاً أو بالغاً.إن الأطفال الذين يستمتعون بمثل هذه الألعاب القائمة على التحديات في حل المشكلات الصعبة قد ينجذبون إلى برمجة الكمبيوتر. كما أنهم قد يصبحون من أعظم المبرمجين إن استمروا وطوروا هذه المهارات لديهم. وكلما كان وصولهم إلى الحلول لهذه التحديات تلقائيا وبشكل طبيعي أكثر، كلما كانت قدراتهم الكامنة في البرمجة أكبر.
4) لديهم مهارة قوة الملاحظة وينتبهون إلى التفاصيل
قوّة الملاحظة هي تلك القدرة على ملاحظة التفاصيل الدقيقة والخفية. يسهم امتلاك هذه المهارة في الوصول إلى مرحلة التعليم المعزّز. وهذا يعني أن عمليّة التعلّم تكون أكثر كفاءة وإيجابية. يُعدّ الانتباه إلى التفاصيل من أهم علامات تميز الأطفال عن بعضهم. كما أن الفوائد التي يقود لها من أكثر الصفات التي تعود على الشخص بالفائدة.
يكون الطفل الذي يمتلك مهارات في قوة الملاحظة والذي ينتبه لأدق التفاصيل أكثر قدرة على مقارنة وتمييز المعلومات التي تصل إليه. وبالتالي يكون له فرصة للحصول على نتائج أفضل في عملية التعلّم. كما تُؤدي موهبة الطفل في الانتباه إلى أدقّ التفاصيل أو “Attention to Details” إلى مقدرة الطفل أو الشخص على تحسين الأداء والمهارات الأخرى كنتيجة لدقة الملاحظة، وبالتالي زيادة الفرصة على إتمام المهام التي يتم طلبها منه والنجاح فيها.
تحتوي حتى أبسط برامج الكمبيوتر على وظائف معقدة تتطلب عقلًا يهتم بالتفاصيل. وكلما تعمقت في البرمجة، أصبحت الإجراءات أكثر تعقيدًا. كما أنه غالبا ما تحدث التغييرات الصغيرة فرقًا كبيرًا في النتيجة النهائية. ولذا فإن الأطفال الذين ينتبهون للتفاصيل الصغيرة ويتعاملون معها بشكل صحيح، يجدون أنه من السهل عليهم النجاح في البرمجة.
5) يعرف كيف يفشل، ويتعلم من أخطائه بسرعة
كثير من الأشخاص لا يعرف كيف يفشل. كما يصاب بعض الناس بالتوتر والإحباط بسبب المشاكل. لكن المبرمجين يزدهرون بسببها. يفشل أفضل مبرمجي الكمبيوتر في كل منعطف. تدور الكثير من برمجة الكمبيوتر حول التجربة والخطأ، ثم صناعة المشكلات أو ارتكاب الأخطاء، ثم تعلم كيفية حلها. يمكن أن يكون الأمر محبطًا، ولهذا السبب يحتاج طفلك إلى أن يكون قادرًا على الفشل، والفشل كثيرًا. فموهبة الطفل في الفشل بشكل صحيح هي موهبة تستحق التعلم.
بغض النظر عن النشاط الذي نتحدث عنه، فإن السمة البشرية الشائعة هي ارتكاب الأخطاء أثناء استكشاف مفهوم أو مشكلةٍ ما. على الرغم من ذلك، فإن الاختلاف بين المتعلم السريع والبطيء هو أن المتعلمين السريعين يستفيدون من تلك الأخطاء ذاتها كجزء من عملية التعلم الخاصة بهم.
عندما يواجه الطفل مشكلة في الترميز أو البرمجة فكثيرا ما يصاب بالإحباط أو يشعر بالانزعاج. لكن أولئك الذين يمكنهم الاستمرار والعثور على المشكلة، ثم محاولة تصحيحها، والمضي قدمًا، فغالبًا ما تشجعهم أخطائهم، بدلاً من الإحباط.
الأطفال الذين يعرفون كيف يفشلون، والأهم من ذلك كيف يتعلمون بسرعة من أخطائهم، يكون لديهم فرصة أكثر لأن يصبحوا مبرمجين ناجحين.
يخجل معظم الأطفال عندما يفشلون أمام الآخرين في المهام الصعبة للغاية. كما قد يبدأ الآخرون في استكشاف المهمات المعقدة ويصابون بالإحباط بعد بضع دقائق فقط. إذا كان ابنك مبرمجًا بالفطرة، فسيتمسك بالمهمة حتى ينجزها مهما طال الوقت.
يستخدم المبرمجون الصغار الأخطاء لمعرفة ما يجب إصلاحه في تقدمهم في عملية تعلمهم. فعلى سبيل المثال، إذا كانوا يحلون أحجية الصور المقطوعة (Puzzle)، فلن يصابوا بالإحباط من عدم العثور على القطعة الصحيحة ولكنهم يستخدمون المعلومات التي لديهم للعثور على القطعة المناسبة بصبر ودافعية أكبر.
ولذا فإن رأيت أن ابنك يستمتع بأحجية صعبة، ولا يشعر بالإحباط بسهولة مثل بعض الأطفال الآخرين في سنه ولا يتوقف حتى يجد حلاً، فهو لديه إذا مهارة البحث عن الحلول للمشكلات بشكل فطري. وهذه علامة جيدة على أنه يمكنه التعامل مع المهام المعقدة. تعد سمة الصبر هذه تلميحًا آخر إلى أن العمل في مجال البرمجة قد يكون خيارًا رائعًا لطفلك.
6) إنهم مبدعون ويحبون صنع الأشياء
هناك خبر جيد لكثير من الآباء، فقد يكون كل قطع الليجو (LEGO) تلك التي اشتروها لأطفالهم له ثمرة ونتائج رائعة لاحقا في المسار الوظيفي لحياة هؤلاء الأطفال.

فإذا كان طفلك يحب بناء أو صنع أشياء جديدة بمكعبات الليجو، فقد يكون مبرمج كمبيوتر حقيقيًا. فموهبة الطفل في تركيب القطع المختلفة هي موهبة مميزة تستحق الإنتباه لها. البرمجة هي مسعى إبداعي بطبيعته. وهو كمثل استخدام مجموعات Lego لبناء أشياء متعددة لصنع جديدة. أو كعملية تطريز الكروشيه (Crochet) أو أشغال الحياكة اليدوية. ففي هاتين العمليتين يصنع الطفل أعمال متعددة من خلال تركيب لبنات وقطع وتجميعات بتكرارات وإجراءات متتابعة للحصول على نتائج يهدف لها الطفل.
فإذا كان لديك طفل مبدع يحب كتابة القصص، أو رسم عوالم جديدة، أو لديه شغف بالتصميم والتركيب أو الابتكار وأعمال الكروشيه، فقد يكون هذا علامة على مبرمج صغير مبدع.
7) إنهم يحبون مواضيع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات
اختصار STEM تعني: علوم (Science)، تقنية (Technology)، هندسة (Engineering)، رياضيات (Mathematics).

جميع هذه المواد الدراسية تندرج تحت فئة: “صديقة للبرمجة“. إنها طريقة محددة في التفكير والتعامل مع المشكلات. إذا كان طفلك يحب هذه المواد في المدرسة، فسيحب بالتأكيد البرمجة أيضًا.
تختلف الشخصيات والاهتمامات لدى الأطفال تمامًا مثل البالغين. ومثل البالغين، هناك أطفال يحكمهم المنطق أكثر من العاطفة. من المرجح أن يستمتع الأطفال الذين يقدمون المنطق على العاطفة بالبرمجة أكثر من الألعاب الاجتماعية مثل الرقص أو التمثيل على سبيل المثال.
وجدت الأبحاث أن نصفي الكرة المخية مسؤولان عن مهام مختلفة. النصف المخي الأيمن هو المكان الذي توجد فيه مراكز الإبداع والتعبير والموسيقى وما إلى ذلك. من ناحية أخرى، فإن نصف الدماغ الأيسر مسؤول عن العمليات المنطقية والتفكير العقلاني وحل المشكلات. يُزعم أن كل شخص لديه نصف كروي أكثر هيمنة. إذا أظهر طفلك طريقة التفكير المنطقي والعقلاني أكثر من الإبداع والتعبير، فمن المحتمل أن يكون الدماغ الأيسر هو المسيطر. وفي هذه الحالة تكون هناك فرصة أكبر لينشأ لدينا طفل مبرمج.
8) إنهم مهتمون بالمبادئ الأساسية لكيفية عمل الأشياء
في العادة يكون المبرمجون الصغار فضوليين جدا حول كيفية عمل الأشياء. عندما يرون محمصة خبز، لن يستمتعوا بلحظة خروج الخبز منها فحسب، بل سيكونون في الواقع فضوليين لمعرفة كيفية عملها بالفعل. فتفكيرهم لا يتوقف على النتائج. بل إنهم قد لا يستمتعون بالوصول لها قدر استمتاعهم بفهم آليات عملها. بل حتى قد يقترحون آليات لتطوير العمل أو الاستفادة منه في اختراعات أخرى.كما أنهم قد يندمجون، في بعض الأحيان، بمشاهدة البرامج الوثائقية حول المصانع وخطوط الإنتاج أكثر من استمتاعهم بأفلام الكرتون.
9) يسألون الكثير من الأسئلة

هذه علامة أخرى على اهتمام الطفل بمعرفة المبادئ العلمية وراء الأشياء وآليات عملها. الأسئلة هي أدوات التعلم الأساسية عندما نكون أطفالًا. لذا، إذا طرح طفلك الكثير من الأسئلة، فهذا يعني أن لديه الرغبة والشغف والفضول لتعلم الكثير من الأشياء. وبخاصة إذا كانت هذه الأسئلة تعطي إنطباعا بمنطقيتها إما بطريقة طرحها أو بارتباطها بموضوع ذو ترابط منطقي تدور حوله. موهبة الطفل في طرح مثل هذه الأسئلة أيضا قد تكون علامة أخرى بأن أمامنا طفل له مستقبل رائع مع البرمجة.
10) لقد أبدوا بالفعل اهتمامًا بالبرمجة
وأخيرا، فإن الكثير من الأطفال قد يتاح لهم التعرف والتعامل مع البرمجة وبعض لغاتها في أعمار مبكرة. فخلال العقد الأخير تم تطوير برمجيات واجهة الكتلة المرئية لتكون بيئة ممتعةً لتعليم البرمجة للأطفال. كما أن هناك الكثير من الأنشطة والتطبيقات التي تعلم الأطفال أساسيات البرمجة، حتى للأطفال في سن ما قبل المدرسة. باستخدام هذه البيئات البرمجية والتطبيقات يمكن للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات البدء في تعلم البرمجة.فإذا كنت قد عرضت هذه التطبيقات على طفلك وبدى لك أن لديه الإهتمام بها. فهذه إحدى علامات الطفل المبرمج الأخرى الجيدة والتي تدل على اهتمامه بالمستويات التالية من البرمجة. ومع تقدمه في السن قد يزداد تعلقه وشغفه بالبرمجة ولغاتها وإبداعه بها.
خاتمة
هذه كانت بعض علامات الطفل المبرمج التي تشير إلى أن البرمجة قد تكون مسارًا وظيفيًا مثاليًا لطفلك. ومع ذلك، فإن أهم جانب يجب أخذه بعين الاعتبار هو أن اهتماماتهم قد تتغير بمرور الوقت. من المهم أيضا أن تعرض طفلك لأكبر عدد من الأنشطة والمجالات المختلفة عندما يكون صغيراً. بهذه الطريقة، سيكون لديه مجموعة من الخبرات ويعرف ما يريد وما يعجبه بشكل أكثر دقة مع كل تجربة أو نشاط مختلف يتعلمه. كما أننا في هذه المدونة، سنيعى دائما إلى أن نضيف ما هو جديد ومفيد في خطة عمل بناءة.

