هل سيكون تعليم الاطفال عن بعد هو المستقبل؟
المحتويات
هل سيكون تعليم الاطفال عن بعد هو المستقبل؟
أصبح التعليم عبر الإنترنت شريان حياة بالغ الأهمية من شرايين التعليم، وبخاصة تعليم الأطفال عن بعد. حيث تسعى المؤسسات إلى تقليل إمكانية الانتقال للمجتمع والأفراد إلى الحد الأدنى لتخفيف أضرار وتكاليف النقل وتبعاته. يمكن للتكنولوجيا أن تمكّن المعلمين والطلاب من الوصول إلى مواد متخصصة تتجاوز بكثير الكتب المدرسية، وبأشكال متعددة وبطرق يمكن أن تربط بين الزمان والمكان. يمكن أن تتخذ حلول التعليم عبر الإنترنت عدة أشكال، بما في ذلك الحلول عالية التقنية مثل برامج التعلم القائمة على الكمبيوتر اللوحي أو الحلول منخفضة التقنية مثل الراديو والرسائل القصيرة والتلفزيون.
1. ما مفهوم تعليم الأطفال عن بعد (أو الدراسة عن بعد)؟
يُعرف التعليم عن بعد أيضًا باسم التعلم عن بعد ويجب أن لا نخلط بينه وبين التعليم المنزلي. ويعرّف التعليم عن بعد بأنه تعليم الطلاب الذين قد لا يكونون دائمًا موجودين فعليًا في المدرسة. تقليديا، كان هذا عادة ما ينطوي على دورات بالمراسلة حيث يتراسل الطالب مع المدرسة عبر البريد. اليوم، أصبح هذا يتضمن التعليم عبر الإنترنت.
بينما التعليم المنزلي باختصار (والذ ليس مجال لتفصيله هنا): (بشكل عام) هو تعليم الطفل الذي في عمر المدرسة المناهج المدرسية في المنزل (أو خارج المدرسة).
يمكن أن يكون برنامج التعلم عن بعد تعلما بشكل كامل عن بعد، أو مزيجاً من التعلم عن بعد والتعلم التقليدي في الفصول الدراسية. ويسمى الأخر بالتعليم الهجين أو المختلط.
ومن الأساليب التعليمية الحديثة في التعليم عن بعد تأتي الدورات التدريبية المفتوحة الضخمة على الإنترنت (MOOCs) أو Massive open online courses. وتُقدَم هذه الدورات عبر مشاركة تفاعلية واسعة النطاق ووصول مفتوح من خلال الإنترنت.
كما أن هناك عدد من المصطلحات الأخرى التي يتم استعمالها في هذا المجال من قبيل(التعلم الموزع، والتعليم الإلكتروني، والتعليم عبر الهاتف المحمول، والتعلم عبر الإنترنت، والفصول الدراسية الافتراضية، وما إلى ذلك). وهذه جميعا تُشكل مرادفات تقريبيةً للتعليم عن بعد.

2. ما هو التعليم عن بعد؟
التعلم عن بعد هو وسيلة لحضور الفصول الدراسية حتى لو لم تتمكن من الحضور جسديًا. يتعلق هذا المفهوم بشكل أكبر بالمسافة بين الطالب والمعلم، وكيف تسد التكنولوجيا هذه الفجوة. تقدم العديد من الجامعات حاليًا شهادات التعلم عن بعد، حيث يذهب الطالب إلى المدرسة عبر الإنترنت. هذا يعني أنه يمكن للطالب في أوروبا الالتحاق بجامعة أمريكية دون الحاجة إلى الانتقال. كما أنه يجعل الالتحاق بالتعليم العالي أسهل بكثير إذا كنت تعيش في مناطق ريفية أو نائية.
3. ما هو التعلم الإلكتروني؟
التعلم الإلكتروني هو أسلوب للتعلم. تم تصميم هذا النوع من التعلم لإنشاء اتصال عبر الإنترنت بين المعلم والطالب. تستخدم العديد من المدارس الآن التعليم الإلكتروني من أجل استكمال التعلم الذي يتم في الفصل الدراسي. على سبيل المثال، قد يتم تعيين الواجب المنزلي عبر الإنترنت. إنها طريقة جديدة للتعلم تناسب الكثير من المتعلمين، في سن المدرسة والبالغين.
4. ما الفرق بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري والتعليم الإلكتروني؟
غالبًا ما يتم استخدام عبارات “التعليم الإلكتروني” و “التعلم عن بعد” بالتبادل، لكنهما في الواقع كيانان منفصلان. فهناك فرق بين التعلم الإلكتروني والتعلم عن بعد. في الفقرات التالية سنقوم بالتفصيل والتوضيح للفرق بين الاثنين.
5. كيف يعمل التعليم الإلكتروني / التعليم عن بعد (التعليم عبر الإنترنت)؟
تختلف طريقتا التعلم (التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد) اختلافًا طفيفًا، لكن يمكن لهما أن يتداخلا مع بعض.
يتم استخدام التعليم الإلكتروني في الإعدادات المحلية، لذا فإن المسافة ليست عاملاً كبيرًا. على سبيل المثال، قد يستخدم المعلم تطبيق اختبار لاختبار الأطفال في الفصل الدراسي. يمكنهم جميعًا المشاركة، وهذا يجعل التعلم ممتعًا لهم. بالإضافة إلى ذلك، فإنه يمنح المعلمين المزيد من الخيارات في كيفية إنشاء خطط دروس جذابة. كما أنه من الممكن للتعليم الإلكتروني أن يعطي للمتعلمين (طلابا في المدرسة أو بالغين يعملون في مؤسسات) إمكانية الوصول إلى التعليم الإلكتروني في أي وقت وفي أي مكان. وهذا يتناسب مع جداول معظم الناس المزدحمة. تعني سهولة الوصول إلى المزيد من البالغين يأخذون دورات ودروسًا عبر الإنترنت، لتعلم مهارات للمضي قدمًا.
من ناحية أخرى، تم تصميم التعلم عن بعد بحيث يمكن الوصول إليه بغض النظر عن مكان وجودك في العالم. إنه يغطي قضايا مثل مشاكل الوصول، حتى يتمكن الطلاب من حضور الفصول الأساسية. يمكن أن يكون ذلك من خلال كاميرات الويب أو برامج الدردشة.

6. ما هي أنواع التعليم عن بعد؟
صنف كابلان (Kaplan) وهاينلين (Haenlein) التعليم عن بعد إلى أربع مجموعات حسب “اعتمادية الوقت” و “عدد المشاركين”. كل طريقة من الطرق لها مزايا وعيوب بالنسبة لكل من الطلاب والمعلمين والمؤسسات:
MOOCs (الدورات الجماعية المفتوحة عبر الإنترنت): دورة عبر الإنترنت بدون قيود لمن يستطيع التسجيل بها والمشاركة فيها وتسمح بعدد غير محدود من المشاركين. وهي عادة في الدورات التي تعطي حرية للمشاركين في إنجاز القدر الذي يتناسب مع قدراته ووقته. ومن هذه الدورات التي يتم تقديمها عبر منصات مثل “خان أكاديمي” و “كورسيرا” و “يوديمي” وغيرها.
SPOCs (الدورات التدريبية الخاصة الصغيرة عبر الإنترنت): وهي دورات عبر الإنترنت يتم فيها السماح لعدد محدود من المشاركين، ويجب على المشاركين فيها أن يسجلوا عليها قبل وقت منها عبر منصات معينة. وهذه الدورات مثل الدورات التي يقوم فيها مدرب برسوم مدفوعة لمجموعة من الطلاب عبر منصات محدودة العدد. أو محاضرات ودروس جامعية يجب على الطلاب إنجازها بالسرعة التي يستطيعون حتى ينجزوا متطلبات دراسية معينة.
SMOCs (الدورات التدريبية الضخمة المتزامنة عبر الإنترنت): وهي دورات تدريبية مفتوحة الوصول تسمح بمشاركة غير محدودة من المشاركين الذين يحضرون بالوقت نفسه عبر الإنترنت. ومن هذه الدورات هي محاضرات البث المباشر عبر الفيس بوك أو اليوتيوب.
SSOCs (الدورات التدريبية الخاصة المتزامنة عبر الإنترنت): وهي دورات تكون عبر الإنترنت، وتسمح بعدد محدود من المشاركين الحاضرين في وقت إعطاء الدورات نفسه. ومن هذه الدورات الدروس المدرسية والجامعية عبر منصة التعليم و بوابة التعليم المدرسي والجامعي، والدورات الخاصة المدفوعة.
7. ما هو نموذج التعليم عن بعد ذاتيّ المتابعة؟
يعتمد الكثير من دورات التعليم المعتمدة أنظمة تعليمية شبيهة بالتي تعتمد على الحضور في محاضرات الجامعات. حيث يحضر المشارك الدورة التدريبية ويكملها في فصل واحد وحصص متتابعة ومجدولة.
وبالمقابل، تقدم بعض المؤسسات برامج تعليم ودورات “ذاتية السرعة” أو “ذاتية المتابعة”. تسمح هذه الدورات للمشتركين بالتسجيل في أي وقت وتعتمد على الوقت المتاح للمشارك نفسه كي يحدد لنفسه متى وكم من الوقت يشارك فيها. وعادة فإن المدة الزمنية لإكمال الدورة تختلف بين متعلم وآخر حسب وقت المتعلم ومهاراته ومدى التزامه. ولذا فإن مثل هذه الدورات التدريبية ذاتية التعلم والمتابعة تكون دائمًا بشكل غير مجدول من طرف المعاهد والجامعات المقدمة لها.

8. ماذا عن تعليم البرمجة للاطفال اونلاين؟
ربما تكون تعليم البرمجة وعلوم الكمبيوتر هو من أول ما يخطر ببالنا عن التفكير في التعليم عن بعد. فالدورات التعليمية لتعليم برمجة الكمبيوتر وتطبيقاته سواء للبالغين أو الأطفال تنتشر إعلاناتها في الوسائط الإجتماعية من سنوات.
كان لظهور جائحة الكورونا وإغلاق معظم المدارس أثر كبير في أن يبادر الكثير من الأباء لدفع أبنائهم من الاستفادة من وقتهم في المنزل بشيء مفيد. وترافق هذا مع توفر المناهج والمنصات الجاهزة لتعليم البرمجة للأطفال. وتوفر وسائل التواصل الإجتماعي التي شكلت العمود الفقري في بناء نظام التعليم والتعلم للبرمجة.
حاليا يوجد الكثير من لغات البرمجة وتطبيقاتها التي تناسب جميع الأعمال من ما قبل سن المدرسة إلى الأعمال المتقدمة من الأطفال. وهذه اللغات لكثير منها مواقع على الإنترنت ودلائل تعليم ومناهج تساعد من يرغب في التعلم أن يجب ما يناسبه منها.
في موقع المبرمج الصغير نعرض أيضا مجموعة من هذه اللغات وأيضا الأدوات التي يمكن أن تساعد الأطفال على تعلم البرمجة وأساسياتها من أعمار مبكرة.
9. الخاتمة
ربما يكون التعليم عن بعد هو قدر البشرية وأطفالنا في المستقبل القريب. وبخاصة بعد ظهور الأوبئة من جهة وتوفر الأدوات المساعدة من طرفة أخر. كما أن ظهور وزيادة إيجابيات التعلم عن بعد وإيجاد الحلول للمعوقات والصعوبات التي يواجهه التعليم عن بعد سيكون حاسما في قرار الغالبية العظمى (ربما) من الآباء في طريقة تعليم أبنائهم في المستقبل المنظور.

