تعلم البرمجة من خلال التعليم التشاركي والتعليم التعاوني
التعليم التشاركي والتعليم التعاوني عبارة عن أساليب تعليمية يعمل فيها الأقران أو الطلاب معًا في مهمة تعليمية واحدة، بهدف استفادة جميع المشاركين من التفاعل المتبادل بينهم في نواحي مختلفة. وهما من أهم طرائق وأساليب تعليم البرمجة للأطفال. فهما يساهمان في تحفيز تعليم البرمجة للأطفال. ولكن، في بعض الأحيان فإنه يتم الخلط بين التعاون والتشارك على أنهما مترادفان، حيث أن العمل التشاركي الحقيقي هو دائمًا تعاوني.
المحتويات
ما هو التعليم التعاوني؟
التعليم التعاوني هو موقف يتعلم فيه شخصان أو أكثر أو يحاولان تعلم شيء ما معًا. وعلى عكس التعلم الفردي فإن الأشخاص المنخرطين في التعليم التعاوني يستفيدون من معلومات وخبرات ومهارات بعضهم. كما يعتمد التعلم التعاوني على النموذج القائل بأنه يمكن إنشاء المعرفة داخل المجتمع حيث يتفاعل الأعضاء بنشاط من خلال تبادل الخبرات والاضطلاع بأدوار غير متكافئة.
ما هي الأنشطة التعاونية؟
الأنشطة التعاونية هي أي أنشطة يعمل فيها المتعلمون بشكل تعاوني في أزواج أو مجموعات. مثل النقاشات، إنجاز المهام المشتركة، الأنشطة أو الألعاب ذات العنصر التنافسي، تبادل الأدوار في المهام، أنشطة تبادل المعلومات.
ما هي فوائد العمل التعاوني؟
يشجع العمل التعاوني في مجال ما الأفراد مختلفي التخصصات على استخدام المفردات التخصصية لهذا المجال. ومن هذه المفردات ما يتعلق بتقديم الاقتراحات، وتبرير الآراء، والاتفاق والاختلاف، والحوار وتبادل الآراء والتفاوض حول المهام، إلخ. كما يعطي العمل التعاوني خبرة في ممارسة الاستماع الفعّال.
العمل في مجموعات أم العمل التعاوني؟
يعتبر العمل بين الأفراد في مجموعات أو مشاريع بشكل متعاون تجربة رائعة للكثير من الأشخاص. إلا أنه قد يكون تجربة صعبة ومريرة للآخرين. لكن، وعلى أية حالٍ، فإن العمل في مجموعات قد أصبح أمراً شائعاً جدًا في التعليم. ومع ذلك، فإن نجاح العمل التعاوني في المجموعات ليس هو الحالة العامة أو الأمر المُعتاد. فبعض المجموعات تنجح في هذا بشكل أفضل من غيرها. وهذا جزء من سبب سعي العديد من المعلمين لتعزيز التعلم التشاركي بدلاً من التعليم عن طريق مجموعات العمل (غير من المنظمة).
ما هو التعليم التشاركي؟
في التعلم التشاركي يعمل الطلاب معًا في مجموعات صغيرة لإكمال مهمة أو هدف ما. إنه أكثر من مجرد العمل في مجموعة، لأن العمل الجماعي وحده لا يضمن التعليم التشاركي. فعلى سبيل المثال، وعندما يتم الطلب من الطلاب العمل معًا، فإنه وفي العادة ما تتم مكافأتهم بناءً على نجاح المجموعة بأكملها. إلا أنه وفي الغالب ما يقوم بعض أعضاء المجموعة فقط بالعمل كله أو معظمه. وفي مثل هذه الحالات فإنه لا يمكننا القول وقتها أن جميع الأعضاء قد تعلموا بالفعل.
من ناحية أخرى، فإنه وفي التعليم التشاركي لا تتم مكافأة أعضاء المجموعة بناءً على نجاح المجموعة بأكملها فحسب، بل يتحملون أيضًا مسؤولية فردية عن عملهم. ففي عملية التعليم التشاركي يتم تخطيط المهمة أو النشاط بطريقة تتطلب مساهمة ومشاركة كل عضو في المجموعة. نتيجة لذلك، يتعلم جميع أعضاء المجموعة من بعضهم البعض. غالبًا ما يتم الخلط بين التعليم التشاركي والتعليم التعاوني، لكنهما ليسا الشيء نفسه.
يتمتع التعليم التشاركي أيضًا بعدد من المزايا الأخرى. فعلى سبيل المثال، يتعلم الطلاب خلال عملهم معاً كيفية التواصل الاجتماعي وحل المشكلات والتعامل مع الخلافات. بالإضافة إلى ذلك، يعد تعلم المشاركة مع الآخرين أمرًا حيويًا للنجاح لاحقًا في الحياة. من المحتمل أن تطلب كل شركة سيعمل بها الطالب تقريبًا العمل في مجموعة في وقت ما.
ما الفرق بين التعليم التعاوني والتشاركي؟
من خلال التعليم التعاوني، يحرز الطلاب تقدمًا فرديًا جنبًا إلى جنب مع الآخرين. ينطوي التعلم التعاوني على مزيد من الاعتماد المتبادل، مما يعزز المزيد من المساءلة.
بشكل عام، في التعليم التعاوني، الطلاب هم من ينظمون جهودهم فيما بينهم. باختصار، إنها مجموعة منظمة. على الجانب الآخر، في التعليم التعاوني، يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات ويقوم المعلم (أو واحد في القيادة) بتعيين أدوار ومهام محددة لكل طالب، وبالتالي فهو نشاط منظم من الأعلى إلى الأسفل.
في حين أن التعليم التعاوني هو نشاط تطوعي، حيث يمكن للطلاب المهتمين حقًا المشاركة، فإن التعليم التعاوني هو نشاط إلزامي لجميع الطلاب الموجودين في المشروع للمشاركة للوصول إلى الهدف.
في الحقيقة فإن الترابط بين أعضاء المجموعة هو الآلية الأساسية للتشارك الفعّال. فالتعلم الفعال بين الأقران يحدث نتيجة لعمليات لتعارض الأفكار وتصارعها بينهم عندما يكونون أمام تحديات معرفية أو مشاريع جماعية يعملون فيها بشكل جماعي للوصول إلى حلٍ لها. ويكون الوصول إلى حلٍ لها عادة من خلال ممارسة سلوك ماهرٍ في العمل الجماعي بشكل إيجابي.
عناصر التعليم التشاركي
كما ناقشنا من قبل، فإن مجرد العمل في مجموعة لا يضمن التعليم التشاركي. هناك خمسة عناصر تحدد التعليم التشاركي الحقيقي في مجموعات:
- التفاعل وجهاً لوجه (مباشر أو يمكن أن يكون غير مباشر أو عن بعد عبر الهاتف، أو الإنترنت، أو البريد الإلكتروني)
- الترابط الإيجابي (يعتمد أعضاء المجموعة على بعضهم البعض ويمكن أن ينجحوا فقط معًا).
- المساءلة الفردية (كمجموعة مترابطة، كل فرد مسؤول عن عمله الخاص وعليه أن يتحمل هذه المسؤولية.)
- المهارات التعاونية (يجب أن يكون أعضاء المجموعة قادرين على العمل معًا، في بعض الأحيان يجب أن يتم تعلمها هذه المهارات.)
- العمل الجماعي (تحتاج المجموعة إلى مراقبة نفسها للتأكد من أن المجموعة ككل تعمل معًا بشكل فعال.)
التعلم في ثنائيات
توفر البرمجة في ثنائيات للطلاب فرصة لتجميع الموارد والقيام بمشاريع أكثر إبداعًا وتعقيدًا. يمكن أن تساعد كذلك الطلاب على تجنب الضياع في البيانات أو ارتكاب أخطاء في الكتابة، والوصول إلى أهدافهم بنجاح.
يتم تحسين العديد من أنواع مشاريع العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) القائمة على الترميز من خلال الشراكة بين الطلاب ومشاركة الموارد. يمكن أن تكون المشروعات المكونة من عدة مكونات مربكة لطالب واحد ولكنها في الواقع تتيح مزيدًا من الحرية في كيفية عمل الطلاب عندما يتعاونون معًا. ويكون هذا مع ضمان أن الجميع سيشارك في كل درس.
التعلم في مجموعات
عندما يتعلق الأمر بالتحديات المفتوحة والتعلم القائم على المشاريع، فإن المجموعات هي الطريقة الأمثل للتعلم والعمل. للعمل في مجموعات متنوعة من أقران مختلفين فوائد وعقبات. يؤدي المزيد من العقول إلى المزيد من الأفكار، ولكن أيضًا المزيد من الآراء حول كيفية التقدم في المشاريع الجماعية. يجعل العمل الجماعي ممارسة العناصر الأربعة (التفكير النقدي والإبداع والتعاون والتواصل) جزءًا لا مفر منه من المشروع.
هناك شيء واحد يجب مراعاته عندما يتعلق الأمر بالعمل الجماعي فيما يتعلق بالبرمجة، وخصوصا عند التعامل مع الروبوتات. وهذا أن الطلاب لا يحتاجون إلى العمل جميعًا في كل مرحلة معًا. فيمكن لأعضاء الفريق تقسيم العمل لأعمال فردية، ثم مراجعة عمل بعضهم البعض. وأخيراً مراجعة العمل النهائي معاً.
تتيح المشاريع الجماعية للطلاب التحكم في تعلمهم من خلال منحهم فرصًا للتعلم من بعضهم البعض وتعليم بعضهم البعض، وكل ذلك أثناء معالجة المشكلات المعقدة.
التعلم في ثنائية أم مجموعة: اخلطها معاً!
اعتمادًا على ما تتطلع إليه، وكيف يحب طلابك التعلم، فإن تعلم البرمجة مع الأطفال في مجموعة وثنائية أو حتى كأفراد كلها خيارات رائعة. سيؤدي خلط عملية تعلم البرمجة عن طريق المشاريع بين هذه الخيارات (مجموعات/ ثنائيات/ أفراد) إلى منح الطلاب الفرصة لتجربة أساليب البرمجة المختلفة لمعرفة ما يناسبهم بشكل أفضل.
بينما تعمل المشاريع المختلفة بشكل أفضل مع عمليات المزج المختلفة، تذكر أنه بغض النظر عن أي شيء، يجب أن يكون لدى الطلاب ما يكفي من الأدوات والمواد المناسبة. يتيح امتلاك الإمدادات التي يحتاجونها للطلاب الاستثمار في التعلم الخاص بهم، والاستفادة بشكل أكبر من كل درس.