12 من أهم مهارات البرمجة للأطفال
المحتويات
12 من أهم مهارات البرمجة للأطفال
كثيرا ما يكون لدى الآباء شغف بمعرفة قدرات أبنائهم. ومنها مهارات البرمجة للأطفال الذين يهتمون بتنشئتهم، ويسعون لمستقبل باهر لهم. وبخاصة في عصر الإنترنت وإنترنت الأشياء والميتافيرس والتعليم عن بعد، وغيرها. والتي هي تقنيات أضحت واقعاَ يعمل المبرمجون على تطويره والفوز في سباق الربح الماديّ الكبير من خلال العمل عليه كمبرمجين.
وفي مقال سابق ذكرنا أبرز 10 علامات للطفل المبرمج. ومن هذه العلامات ما هي مهارات أو اهتمامات لديه يلاحظها من حوله لتعطيهم إشارة إلى أن طفلهم من الممكن أن يكون مبرمجاً مبدعاً في المستقبل. فيجب على مبرمجي المستقبل أن يمتلكوا بعض المهارات الفطرية وأخرى المكتسبة. وسواء كانت هذه المهارات فطرية أم مكتسبة، فهي قابلة للأفول والإضمحلال والتلاشي مع الأيام في حالة عدم تنميتها وشحذها. كما أنها أيضا من الممكن أن يتم صقلها أو اكتساب معظمها مع التمرين والممارسة والحدب عليها والدءب مع الأيام.
فمن الممكن مع الأيام تنمية مهارات البرمجة للأطفال، لتتطور إلى مهارات البرمجة الكائنية، وتتسع حصيلة مهارات البرمجة للأطفال ومبرمجينا الصغار يوما بعد آخر. ولكن مهارات برمجة الحاسب الآلي هذه أو برمجة إنترنت الأشياء (IOT) التي ظهرت قريبا، ليست مهارة يتم تعلمها في 7 أيام، ولا حتى من خلال كتاب مهارات البرمجة فقط، أو مادة أساسيات البرمجة. بل هي هدف وخطة وعمل دؤوب يبدأ بتعلم مقدمة في البرمجة، وتنمية للمهارات الرقمية، ثم مواصلة التدريب على البرمجة. ويستمر هذا العمل على سنوات حتى يمتلك الطفل حقيبة مهارات البرمجة التي تؤهله للبدء في شق طريق النجاح في هذا المجال.
نمر في هذا المقال على مهارات الطفل المبرمج الأكثر أهمية والتي يجب على الطفل الذي يرغب والديه في أن يكون من مبرمجي المستقبل أن ينميها.
ما هي مهارات الطفل المبرمج؟
نذكر هنا 10 من أهم مهارات الطفل المبرمج والتي يجب على كل طفل أن يتمتع بها ويعززها بما يخدم مساره المهني المستقبليّ. ويمكن للطفل اكتسابها أو تطويرها من خلال كورسات أو دورات البرمجة للأطفال، أو التعلم الذاتي. وهذه الدورات متوفرة إما حضوريا في المعاهد المتخصصة أو من خلال التعليم عن بعد وذلك من خلال تطبيقات التعليم عن طريق الإنترنت، أو من خلال التعلم الفردي الذاتي المجانية أو المدفوعة على اليوتيوب وغيرها من المواقع التي تتواجد فيها مثل هذه الدورات. سنذكر في هذه المدونة عددا من الدورات التي ننصح بها التي تساعد في تنمية مهارات البرمجة للأطفال ابتداءً من السادسة.
1. المهارة باللغة الإنجليزية
تعتبر اللغة الإنجليزية هي اللغة التي عليها شبه الإجماع في تعلم البرمجة وممارستها. فقد أنشأ علوم البرمجة الحديثة ناطقين باللغة الإنجليزية. كما أن الأكواد المستخدمة في معظم أو جميع اللغات البرمجية هي أكواد مكتوبة باللغة الإنجليزية. ولذا فهي أولى مهارات البرمجة للأطفال الواجب عليهم اكتسابها.
ولذا فإن على الطفل في بداية تعلمه البرمجة أن يحفظ ويفهم المصطلحات والمفردات باللغة الإنجليزية واستخداماتها وصياغتها. طبعا هذا فقط لكتابة البرنامج بلغة البرمجة. أما بالنسبة لإخراج النتائج للمستخدم فيمكن ذلك بأي من اللغات التي يتحدثها المستخدم.
2. حب التعلم والقدرة على التكيف “Love of learning”
ربما يعتبر تعلم أي من لغة برمجة أو حتى مهارة من مهارات البرمجة للأطفال معتمدا كثيرا على مدى حبهم لفكرة التعلم ابتداءً. فكثيرا من الأطفال يكون شغفهم باللعب لمجرد اللعب أكثر من التعلم. كما أن حب التعلم هذا يجب أن يتم توجيهه باتجاه لغة برمجية تناسب عمر الطفل. وذلك كي لا يصعب عليه ويشق تعلمها وبالتالي يكره فكرة تعلمها.
الاختيار الصحيح للغة البرمجة التي يجب تعلمها كأول لغة برمجة: يقترح كوري ألتوف (Cory Althoff) مؤلف كتاب “المبرمج ذاتي التعلم” أن يبدأ الطفل بلغة البايثون أو الجافا سكريبت. وللمراحل المبكرة، ممكن له أن يتعلم البرمجة على السكراتش.
3. مهارة التفكير المنظم
حقيقة، فإن جميع المهام البرمجية تحتاج إلى تنظيم في التفكير والتخطيط، والتنفيذ، والمراجعة، والتصحيح لاحقا. ويتميز المبرمج الناجح عن غيره في طريقة كتابته للكود أو البرنامج بطريقة منظمة. وذلك يساعده في العمل الجماعي. حيث يستطيع افراد الفريق البرمجي الواحد أن يكمل بعضهم عمل بعض، ويدقق الجميع أعمالهم بسهولة ويسر.
كما يساعد التنظيم في تجزئة المهام البرمجية إلى مهام وأجزاء أصغر سهلة الإنجاز والتقسيم بين أفراد الفريق الواحد. حتى لمن يمعمل منفردا يستطيع أن يقسم المهام إلى أيام وبلوكات (Blocks) يسهل كتابتها وقياس السرعة في إنجازها، ومراجعتها.
4. التعاون
تتكون المشاريع عادة من أقسام مختلفة ومتكاملة وظيفيا. فالروبوت على سبيل المثال يتكون من آليات ميكانيكية وآليات برمجية. وقد لا يكون المبرمج على دراية كافية بالعملية الميكانيكية. ولكن ولكي يضمن الجميع إنجاز المشروع بشكل ناجح يجب على المبرمج أن يعمل بتعاون مع المشتغلين الآخرين في الآليات الميكانيكية.
وهكذا فجميع المشاريع تقريبا تحتاج لمهارات في التعاون بين أكثر من فرد. ومهارات الطفل المبرمج يجب أن تشمل هذه المهارة التي يجب أن يعمل عليها الوالدين. ومن الأمور التي يجب أن يعملوا عليها أن يعملوا على تثقيف الطفل في الحاجة للتعاون وتبادل المنفعة.
5. مهارة حل المشاكل
ربما من أبرز ما يواجهه الذين يعملون في البرمجة هي حاجتهم الدائمة لحل المشكلات والمسائل البرمجية التي تقف دون إنجاز مشاريعهم. فالبرامج هي أدوات لحل مشاكل وتقديم حلول للمستخدمين. كما أن البرنامج هو أساساً مشروع قائم على المشاكل والتحديات التي تحتاج إلى حلّ.
وقد يكون دور الآباء الأساسي الساعين إلى تطوير مهارات البرمجة للأطفال لديهم هنا هو المساعدة في تعويد أطفالهم على مراجعة أخطائهم. وهذه المراجعة عادة ما يجب أن تكون خطوة بخطوة إلى الوراء لاستدراكها وحل المشاكل التي يواجهونها. ثم عليهم تشجيعهم على هذا السلوك البنّاء. ويمكن قياس هذا السلوك والعادة على المشاكل البرمجية للوصول إلى النتائج المطلوبة.
6. الصبر والمثابرة
غالبا ما يحتاج المبرمج أن يقضي ساعات طويلة في التجربة والخطأ. كما قد يفشل ويتعثر في محاولاته على طول الطريق لإنجاز مشاريعه. ومع هذا فإنه من المألوف لديهم أنهم يعيدون التجربة مرة إثر مرة، حتى يصلون إلى نتيجة مرضية لهم.
هذا النهج من العمل ومن مكابدة المشاق للوصول إلى الإنجاز هو صفة مكتسبة لديهم. فهم يكتسبونها من صغرهم بالتعود على العمل والفشل، وتكرار التجارب والاستمرار في هذا كتحدٍ يخوضونه، ومغامرة يعيشونها أكثر من كونها هزام ينالونها.
ولذا فإن زراعة الصبر لدى الأطفال وإكسابهم العادة على المثابرة وعدم اليأس من أهم ما يزرعه الآباء لدى أطفالهم الذين يرجون لهم النجاح في مستقبلهم.
7. عدم البحث عن الكمال والتخلص من الخوف من الخطأ
إن الوقوع في الأخطاء يعطي معلومات أيضاً. وهذه المعلومات أيضا قد تكون أكثر من حالة عدم الوقوع بها. ولذلك فإن الكثير من المشاريع قائمة على إنجاز أول نموذج بأسرع وقت حتى يتم التعلم من أخطاء هذه النماذج الأولية.
ولذا فإن الطفل عندما يقع في خطأ من خلال ممارسته للبرمجة والتعلم، يجب أن نفرح به، فهو بهذا الخطأ يحظى بفرصة حقيقية للتعلم وتثبيت المعلومات لديه من خلال الممارسة.
كما أن البحث عن الكمال في المشروع الذي يقوم به الطفل هو عكس ما يجب أن يجب أن يكون عليه الحال. ولذا فإن الخوف من الخطأ هو خوف غير مبرر وهي من الآفات التي تمنع تنمية مهارات البرمجة للأطفال.
8. الاهتمام بالتفاصيل
فالاهتمام بالتفاصيل هو أحد أهم عناصر النجاح في البرمجة على الخصوص وفي كثير من المشاريع على العموم. كما أنه ليس فقط يساعد المبرمج على الانتباه إلى تفاصيل المشكلة أو المسألة التي يحلها. بل أيضا يساعد على الانتباه إلى الأخطاء التي يجب عليه استدراكها وتجاوزها. أو العثرات التي قد وقع فيها فعلا في كتابته للكود ويجب عليه تصحيحها بعد معرفة أسبابها.
9. التفكير المنطقي
وهي إحدى أهم المهارات التي يتمتع بها المبرمج المحترف، سواء كان طفلا أم بالغاً. في الأساس لمهارة حل المشاكل واجتياز التحديات البرمجية. فكتابة كود لبرنامج جديد أو تصحيح آخر لبرنامج موجود يحتاج إلى تفكير متسلسل منطقي. والخبر الجميل هنا أن هذه المهارة يمكن تقويتها. فهي كالعضلات للإنسان، تقوى مع التمرين. من هذه التمارين ما هو خاص بتنمية مهارات البرمجة للأطفال ولها أيضاً أدواتها. ومنها ما هو خاص بالتفكير المنطقي وتدريب العقل على المنطق مثل التفكير الشرطي (ماذا لو…؟).
كما أنه من المهم في التفكير المنطقي لدى المبرمج أن يجعله متواضعاً لفكرة أن المنطق قد لا يكون صحيحا ويكون هناك أكثر من منطق للموضوع. فالمنطق قد يتغير في حال ثبوت معلومات جديدة مخالفة.
10. التفكير المجرد
وهي من أهم مهارات المبرمج. فيجب عليه أن يستطيع تجريد أو تبسيط المشاكل والمسائل بشكل يخرجها من تعقيداتها. وبهذا فإن المسائل الشائكة ستبدو كأنها روتين وألعاب مكررة أو خالية من الزيادات التي لا تهم كثيرا في تغيير طريقة الجواب عليها.
فمثلا، يمكن اعتبار الذهاب لشراء الحليب من عند الدكان سيكون مشابها للذهاب لشراء العصير. ولكن المخرجات أو ما يحصل عليه الشخص من الشراء مختلف وإن تشابهت الطريقة والإجراءات.
11. الوضوح في عرض الفكرة والتواصل وفهم الآخرين
من الأهمية بمكان لدى المبرمج الناجح أن تكون له مهارة عالية في التواصل مع العميل. وهذه المهارة تبرز في قدرته على توضيح عمله، وفهم العميل بشكل لا لبس فيه.
ولذا فإن قدرات التواصل العالية تعتبر من مهارات البرمجة للأطفال التي يستطيعون بواسطتها أن يتمايزوا عن أقرانهم ويحققوا الفوائد المباشرة لأنفسهم. كما أن مثل هذه القدرة تساعدهم على توضيح أفكارهم والتعبير عن أنفسهم بشكل أفضل، كما تساعدهم على فهم أفكار الآخرين.
12. الاعتماد على النفس
أخيرا، فإن الإعتماد على النفس هو أساس كل نجاح في أي عمل. فهو الدعامة للشخص صاحب الفكرة أو المشروع أو الهدف عند انقطاع المساعدة من الآخرين أو تأخرها.
في البرمجة، فإن المهام التي يمر بها المبرمج كثيراً ما يصاحبها التحديات. كما قد تصاحبها الكثير من الحاجة للتعلم والدراسة الذاتية. كما أن العقبات هذه قد لا يجد المبرمج سواءٌ كان صغيراً أو كبيرا من يساعده في إيجاد الحلول لها. فيحتاج ساعتها أن يعتمد على نفسه بالتعلم وإيجاد الحلول والتجارب حتى يصل للنتيجة المطلوبة.